||   بسم الله الرحمن الرحيم | اللهم كُن لوليّك الحُجَّة بن الحَسَن صَلواتُكَ عَليه وَعَلى آبائه في هذه السّاعة وفي كُلّ سَاعَة وَليّاً وَحَافِظا وَقائِداً وَ ناصراً ودَليلاً وَ عَينا حَتّى تُسكِنَه أرضَك طَوعاً وَتُمَتِعَه فيها طَوِيلاً | برحمتك يا أرحم الراحمين   ||   اهلا وسهلا بكم في الموقع   ||  


  





 73- العلة الصورية المقترحة لعلم الأصول: الهيكلية والمقاصد

 دراسة في كتاب "نسبية النصوص والمعرفة ... الممكن والممتنع" (11)

 314- الفوائد الأصولية: الحكم التكليفي والحكم والوضعي (1)

 199- مباحث الاصول - (الوضع) (6)

 54- (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) 1- إنفتاح باب العلم والعلمي 2- والضرورة القصوى لـ (التخصص) وعلى مستوى الأمة

 62- (إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين) 5 الإمام الصادق عليه سلام الله: (خير العمل بر فاطمة و ولدها) مسؤوليتنا تجاه الصديقة الطاهرة وأولادها الأطهار

 468- فائدة فقهية: ما ورد من النهي عن البول في الحمّـام

 152- العودة الى منهج رسول الله واهل بيته (عليهم السلام) في الحياة ـ5 الحل الاسلامي للمعضلة الاقتصادية 1ـ ترشيق مؤسسات الدولة

 428- فائدة أصولية: افتراق الإرادة الجدية عن الإرادة الاستعمالية لوجود حكمة

 369- (هُوَ الَّذي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ) (18) التفسير الاجتماعي النهضوي للقرآن الكريم



 الحسين المحمول عليه السلام على أجنحة الملائكة صريع على أرض كربلاء

 الإِمَامُ الحُسَينُ خَليفَةُ اللهِ وَإِمَامُ الأُمَّةِ

 تعلَّمتُ مِن الإِمامِ.. شرعِيَّةُ السُّلطةِ

 اقتران العلم بالعمل



 موسوعة الفقه للامام الشيرازي على موقع مؤسسة التقى الثقافية

 183- مباحث الاصول (مبحث الاطلاق) (1)

 351- الفوائد الاصولية: بحث الترتب (2)

 قسوة القلب

 النهضة الحسينية رسالة إصلاح متجددة

 الأجوبة على مسائل من علم الدراية

 استراتيجية مكافحة الفقر في منهج الإمام علي (عليه السلام)

 236- احياء أمر الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

 نقد الهرمينوطيقا ونسبية الحقيقة والمعرفة

 177- أعلى درجات التواتر لاخبار مولد الامام القائم المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف )



  • الأقسام : 91

  • المواضيع : 4533

  • التصفحات : 28095163

  • التاريخ :

 
 
  • القسم : المكاسب المحرمة (1435-1436هـ) .

        • الموضوع : 276- اشكالان آخران - الاستدلال على حرمة اللغو برواية الكابلي وجواب فقه الصادق ومناقشته ، والجواب عنها .

276- اشكالان آخران - الاستدلال على حرمة اللغو برواية الكابلي وجواب فقه الصادق ومناقشته ، والجواب عنها
الاحد- 19 ربيع الاول 1436هـ



بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين سيما خليفة الله في الأرضين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم 
حرمة اللهو واللعب واللغو والعبث 
(38) 
4- الآيات لا تدل على أكثر من الرجحان 
الوجه الرابع: ان هذه الآية الشريفة وسائر الآيات لا تدل إلا على رجحان اجتناب اللغو ولا دلالة فيها على الحرمة فان قوله تعالى: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) يفيد مدح المؤمنين لا أكثر. 
لا يقال: لكن السياق يفيد الوجوب إذ قد سبقها (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)([1])؟. 
إذ يقال: أولاً: ليس السياق حجة وليس من ما يفيد الظهور النوعي، غاية الأمر انه يصلح مؤيداً([2]) 
ثانياً: ان السياق على العكس أدلّ، فان الآيات الشريفة تتحدث بظاهرها عن صفات المؤمنين الكملّين، وقد بدأت بـ(وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) ولا شك انه مستحب([3]) و(وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً) ونظائرها و(وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً )إضافة إلى ظهور الجزاء في انه مثوبة على الدرجات العليا من الإيمان (أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً) فان الغرفة هي المنازل العالية في الجنة، ولا يجب السعي لذلك بل يستحب. 
ولذا قال السيد الوالد في المكاسب المحرمة (ومنه يعرف وجه عدم دلالة: (وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً) بالإضافة إلى ان السياق دال على الأعم من الحرام، قال سبحانه: (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً) إلى غير ذلك)([4]) وقال عن آية ( وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) (فالظاهر ان الآيات سياقها في الأعم من الواجب، ولذا أردف بقوله: (الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ)([5]) فالمراد المؤمنون الكاملون). 
وقال في فقه الصادق (عليه السلام) (مع انه لا ظهور في الآية إلا في رجحان التجنب عنه ولا تدل على لزومه)([6]). 
5- إجمال الآيات: 
الوجه الخامس: ان (اللغو) مجمل حيث فسره اللغويون والمفسرون بتفاسير شتى منها: 
الفعل الذي لا فائدة فيه، الباطل، الكذب، السباب، الحلف اللغو، الغناء، والملاهي وقد ورد الأخيران في الرواية وذكر السوابق في التبيان ولسان العرب وغيرهما. 
وفيه: ان الظاهر ان اللغو موضوع للذي لا فائدة فيه وتلك الآخريات مصاديق وجامعها انها لا فائدة فيها وزادت على ذلك بأنَّ فيها الضرر، والظاهر ان وجه تسميتها باللغو انها لا فائدة فيها لا ان فيها الضرر كما هو واضح. 
(اللغو) ما لا فائدة له، لا ما لا غاية له 
تنبيه: الظاهر ان اللغو هو الفعل – الأعم من القول – الذي لا فائدة فيه وليس الفعل الذي لا غاية له أو (الفعل الخالي عن الغاية) كما فسره به الايرواني في حاشيته والروحاني في فقه الصادق (عليه السلام)([7])؛ وذلك لأنه لم نجد للغاية أثراً ولا ذكرا في كلمات اللغويين والمفسرين بينما نجدهم جميعاً قد ذكروا: ما لا فائدة فيه، والفرق بينهما كبير فان الفائدة قائمة بالشيء – جوهراً كان أم كان من مقولة الفعل او غيرها – والغاية قائمة بالفاعل، إضافة إلى ان النسبة بين الفائدة والغاية هي العموم والخصوص من وجه فقد تكون للشيء فائدة لكن لا يقصدها الفاعل ولا يرومها،([8]) وقد تكون له غاية لكنها غير مفيدة بل قد تكون مضرة، وهذا في الغايات الشخصية واضح، واما الغايات النوعية فالظاهر أيضاً انها لا تتطابق مع الفوائد الواقعية ولا الفائدة الشرعية، والأولى هي مقتضى قاعدة وضع الأسماء لمسمياتها الثبوتية والثانية هي مقتضى تصرف الشارع في بعض ما يراه العرف مفيداً بتحريمه([9]) أو مضراً بتحليله أو ترجيحه([10]). فتأمل 
الاستدلال على حرمة اللغو بالروايات: 
وقد استدل الشيخ على حرمة اللغو بالروايات قال (... وفي رواية أبي خالد الكابلي، عن سيد الساجدين (عليه السلام)، تفسير الذنوب التي تهتك العصم بـ: شرب الخمر، واللعب بالقمار، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح، وذكر عيوب الناس. وفي وصية النبي (صلى الله عليه واله) لأبي ذر رضي الله عنه: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة فيضحك الناس فيهوي ما بين السماء و والأرض)([11]). 
إشكال الايرواني والروحاني 
وأشكل عليه في فقه الصادق (واما خبر الكابلي: فمضافا إلى ضعف سنده لبكر بن عبد الله بن حبيب: إنه في مقام بيان الذنوب التي يترتب عليه هذه الخاصية وهي هتك العصم المفروغة ذنبيتها، وليس في مقام بيان حرمة اللغو) وذلك تبعاً لما ذكره الايرواني إذ قال (هذه الرواية في مقام إثبات خاصيّة هتك العصم لبعض الذنوب المفروغ عن ذنبيّته، لا في مقام بيان كونه ذنباً، فلا تدلّ على حرمة اللغو والمزاح بقول مطلق، بل تدلّ على ثبوت هذه الخاصية لهما في موضوع كونهما ذنباً، ولعلّ ذلك فيما كان سخريةً لمؤمن، أو استهزاءً به، أو إدخالاً للأذى عليه بأيّ وجهٍ كان)([12]) وبعبارة أخرى: ان التمسك بهذه الروايات لاثبات كون اللغو ذنباً تمسك بالعام في الشبهة المصداقية. 
الجواب عن إشكالهما 
أقول: يرد عليهما ان الرواية صريحة في بيان مصاديق (الذنوب التي تهتك العصم) وان منها شرب الخمر واللعب بالقمار ومنها اللغو والمزاح، فلا مجال لذلك التوهم. 
والذي يوضحه أكثر ان الرواية ذكرت ان الذنوب على أنواع وذكرت لكل نوع مصاديق: 
فذكرت: (الذنوب التي تغير النعم: البغي على الناس، والزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف، وكفران النعم وترك الشكر. قال الله عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) 
وذكرت: (والذنوب التي تورث الندم: قتل النفس التي حرم الله. قال الله تعالى: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ). وقال عز وجل في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله (فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ). وترك صلة القرابة حتى يستغنوا، وترك الصلاة حتى يخرج وقتها، وترك الوصية ورد المظالم، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان) . 
وذكرت: (والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر، واللعب بالقمار، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح، وذكر عيوب الناس، ومجالسة أهل الريب). 
وذكرت: (والذنوب التي تنزل البلاء: ترك إغاثة الملهوف، وترك معاونة المظلوم، وتضييع الامر بالمعروف والنهي عن المنكر) . 
وذكرت: (والذنوب التي تديل الأعداء: المجاهرة بالظلم، وإعلان الفجور، وإباحة المحظور، وعصيان الأخيار، والاتباع للأشرار) 
وذكرت: (والذنوب التي تُظلِم الهواء: السحر، والكهانة، والايمان بالنجوم، والتكذيب بالقدر، وعقوق الوالدين..)([13]) الخ 
والحاصل: ان الإمام (عليه السلام) بنفسه تصدى لتحديد مصاديق هذه العناوين الكلية وان هذه العناوين كـ(الذنوب التي تهتك العصم) تنطبق على الخمر واللغو وما أشبه فكيف يتوهم انه تمسك بالعام في الشبهة المصداقية وان الإمام ليس في مقام بيان كونها ذنباً؟ 
الحق في الجواب 
والحق في الجواب ان يقال: انه لا شك في ان المراد من اللغو والمزاح في الرواية بعض أفرادهما لا مطلقها وذلك لمناسبات الحكم والموضوع والارتكاز القطعي على عدم حرمة مطلق اللهو والإجماع والسيرة المسلّمة فتدبر 
فالمراد باللغو أمثال الكذب والسباب والمراد بالمزاح المزاح بالحرام كالمزاح المؤذي أو بفعلٍ حرام أو ما أشبه. 
وصلى الله على محمد واله الطاهرين 
 
([1]) إذ المراد به: الشرك أو الغناء أو الكذب أو تمويه الباطل بما يوهم انه الحق، على الأقوال فراجع تفسير التبيان. 
([2]) وقد عَدّ (في بحر الفوائد في شرح الفرائد) السياق في المرتبة السادسة من مراتب الظهورات والتي أولها العمومات، والتي لا تصلح إلا مؤيداً، فتدبر. 
([3]) بناء على تفسير (هوناً) بـ(السكينة والوقار) بل وعلى تفسيره بـ(حلماً وعلماً) بل وعلى تفسيره بـ(لا يجهلون وان جُهِل عليهم) في الجملة. واما (سلاما) فان فسر بالسداد كان أعم فتأمل وان فسر بما يسلمون به عن المعصية كان تركه حراماً. 
([4]) الفقه: المكاسب المحرمة ج2 ص61. 
([5]) المؤمنون: 3. 
([6]) فقه الصادق ج21 ص347. 
([7]) قال المحقق الايرواني في حاشية المكاسب ص241 (اللغو الحركات الخارجية الخالية عن الغايات) وقال السيد الروحاني في فقه الصادق (اللغو الفعل الخالي عن الغاية). 
([8]) كما لو شرب الماء لا بقصد ان يروى من العطش بل عبثاً بل أو بقصد ان يزيده عطشاً (بتوهم انه ماء مالح مثلاً) أو شرب الدواء لا بقصد ان يشفى إذ قد توهمه سمّاً مثلاً، وعكسه: لو قصد غاية غير مفيدة كما لو قصد من العبادة خداع البسطاء بورعه. 
([9]) متعلق بـ(تصرف). 
([10]) ومثالاهما الكثير من المأكولات كالجراد المستقذر عند بعض الأقوام بل ومطلق الحيوان عند النباتيين، وعكسه: بعض أجزاء الحيوان مما حرمه الشارع ويراه العرف مفيداً كالعين وما أشبه. 
([11]) كتاب المكاسب ج2 ص49. 
([12]) حاشية كتاب المكاسب (الايرواني) ج1 ص241. 
([13]) مرآة العقول ج11 ص343.

 

  طباعة  ||  أخبر صديقك  ||  إضافة تعليق  ||  التاريخ : الاحد- 19 ربيع الاول 1436هـ  ||  القرّاء : 4896



 
 

برمجة وإستضافة : الأنوار الخمسة @ Anwar5.Net